رومانيا تضع خطة وقائية لتجنب تكرار كوارث الفيضانات
رومانيا تضع خطة وقائية لتجنب تكرار كوارث الفيضانات
وضعت السلطات في شرق رومانيا خطة وقائية شاملة على المديين المتوسط والطويل لمنع تكرار الكوارث التي نجمت عن الفيضانات الكارثية التي ضربت المنطقة الشهر الماضي، وأسفرت عن مصرع سبعة أشخاص على الأقل وتدمير آلاف المباني في مقاطعة جالاتي.
وقال رئيس مجلس مقاطعة جالاتي، كوستل فوتيا، اليوم السبت، إن هناك ثلاثة أمور أساسية يجب التركيز عليها، هي نقل السكان من المناطق المتضررة، وإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، حيث تتجاوز مسافة الأنهار المسدودة 130 كيلومتراً، وبناء سدود جديدة لاحتجاز المياه والسيطرة عليها بشكل أفضل لمنع فيضانات مستقبلية، وفق قناة يورونيوز الأوروبية.
قدرت السلطات المحلية في جالاتي أن التكلفة الإجمالية للإصلاحات قد تصل إلى 150 مليون يورو (نحو 164 مليون دولار أمريكي)، ورجح المسؤولون أن تترتب تكاليف مماثلة في حال وقوع فيضانات مستقبلية، مما يزيد من القلق لدى السكان.
مخاوف من تكرار الفيضانات
يعيش العديد من السكان في جالاتي حالة من القلق إزاء احتمالية تكرار الفيضانات، في ظل التغيرات المناخية وحالة الطقس غير المستقرة التي تشهدها البلاد.
وذكر خبراء الأرصاد الجوية في رومانيا أن حدوث فيضان مماثل في المستقبل ليس مستبعدًا، وقد عانى بعض السكان بالفعل من إعادة بناء منازلهم عدة مرات بسبب الفيضانات المتكررة في المنطقة.
استمرار عمليات الإغاثة
ولا يزال مئات الأشخاص يعملون في المناطق المتضررة من أجل إزالة الطين والقمامة، إضافة إلى مساعدة المتضررين في إعادة بناء منازلهم. ويُسابقون الزمن لإتمام هذه الأعمال قبل حلول فصل الشتاء.
وإلى جانب إعادة بناء المنازل، تحتاج الطرق أيضًا إلى إعادة تأهيل، ولا تزال مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية مشبعة بالمياه، مما يعيق استخدام تلك الأراضي.
تأثير على السكان
أوضحت السلطات المحلية أن ما لا يقل عن 80% من سكان المقاطعة اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات.
وتعكس هذه النسبة حجم التأثير الكارثي على المجتمعات المحلية، وتبرز الحاجة الملحة للإسراع في تنفيذ الإصلاحات والبناء لحماية السكان من الكوارث المستقبلية.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.